وَلَّى الشَّبَابُ مُـوَدِّعًـا إِحْسَاسِيْ ** وَمَضَى بِرَوْنَـقِهِ إِلَى الأَرْمَـاسِ
وَلَّى الشَّبَابُ كَأَنَّهُ طَيْفُ الْكَـرَى ** أَوْ كَـالسَّرَابِ يَعِيْشُ فِيْ أَنْفَاسِيْ
وَلَّى الشَّبَـابُ بِحُسْنِـهِ وَبَهَائِـهِ ** وَبِلَوْنِـهِ الْوَضَّـاءِكَـالأَلْمَـاسِ
وَلَّى الشَّبَابُ بِمَا حَوَى مِنْ خُضْرَةٍ ** وَنَضَـارَةٍ وَبِثَـوْبِـهِ الْمَيَّـاسِ
وَلَّى الشَّبَابُ وَمَا هُنَالِكَ عَـوْدَةٌ ** وَأَتَى الْمَشِيْبُ كَنَاصِعِ الْقِرْطَـاسِ
هَبَّ الْمَشِيْبُ بِرَعْشَةٍ وَتَمَـاوُتٍ ** وَبِضَعْفِـهِ فِـي الْجِسْمِ والإِحْسَاسِ
فَبَـدَا عَلَيْنَـا نَاشِرًا أَكْفَـانَـهُ ** وَدُمُوْعُـهُ تَجْـرِيْ بِغَيْرِ قِيَـاسِ
آهٍ عَلَى زَمَنِ الشَّبَـابِ خَسِرْتُـهُ ** مَـازِلْتُ أَذْكُـرُهُ وَلَسْتُ بِنَاسِيْ
آهٍ عَلَى زَمَنِ الشَّبَـابِ أَضَعْتُـهُ ** فِيْ مُنْتَدَى الأَصْحَـابِ وَالْجُلاَّسِ
لَمْ أَبْنِ فِيْهِ سِوَى النَّدَامَةِ وَالشَّقَا ** وَسَبَحْتُ فِيْ بَحْرٍ مِـنَ الْوَسْوَاسِ
لَمْ أَبْنِ فِيْـهِ سِوَى التَّهَوُّرِ وَالأَذَى ** وَكَـأَنَّ شَيْطَانًـا يَجُوْلُ بِرَاسِيْ
رَبَّاهُ إِنِّيْ فِي الْحُقُـوْقِ مُقَصِّـرٌ ** وَالْقَلْبُ فِيْ دَرَكِ الذُّنُوْبِ يُقَاسِيْ
وَاحَسْرَتَا مِمَّا جَنَتْـهُ يَـدُ الصِّبَا ** وَيَدُ الشَّبَابِ ضُحىً وَفِيْ إِغْلاَسِ
فَاغْفِـرْ ذُنُوْبِيْ وَاعْفُ عَفْوَ تَكَرُّمٍ ** وَاسْتُـرْ فَسِتْـرُكَ عِزَّتِيْ وَلِبَاسِيْ
شعر : د / عبد الرحمن شميلة الأهدل