غرناطة من فقدها حل الأسى ** و الحزن في أعماقنا قهرا رسى
أرض بمجد غابر أشتاقها ** و العلم من أركانها عزا كسا
قد كان من أجدادنا علم الهدى** إبداعهم كان نفيسا أنفسا
تبكيها عيني بالدموع و الضنى ** و القلب في أعماقه جرح قسى
سحر تركنا للغريب بعدما ** فرطنا فيها و ارتضينا الأبئسا
يوم الصغير اغتالها ثم اختفى ** مستسلما منكسرا مبتئسا
أهل البلاد و الديار قد بقوا ** للدين سرا حافضيه الأنفسا
خاض الجدود بعده طعن القنا **و النصر كان حينها مستيئسا
منهم رجال جاهدوا فاستشهدوا ** و الصبح أحصى القوم إذ ماتوا المسا
كانوا في إخوان لهم صانوا الرجا ** ما جاء من أحبابهم من قد وسى
جرح عميق ينذب ما قد لقوا ** و العدل بات مغيبا و مسيسا
تلك المساجد قد غدت من بعدهم ** ردما حزينا باكيا و كنائسا
كان الآذان منها يعلو للعلا ** صار خفيتا خائفا متوجسا
فرطنا فيها و ارتضينا ذلنا ** و الكل جرحا منها يبدو قد نسى
و العلج يحتفل بنصر غادر** بجرائم و محاكم مفترسه
مرت قرون ما نسيت ما مضى ** ما كنت أرضى أن أضل ناعسا
أنت الحزينة فابكي يا غرناطتي ** صرت المتيم في هواك المؤنسَا
أبكيك والقلب الحزين جامع ** أفجاعك حتى غدى مبتئسا
إني لها عهد الأصول حافض ** إذ ربما يأتي غدا فرج عسى
إني بني معهد أن تحفظوا ** عهدا قديما خالدا أندلسا
2 يناير 2013