من الأشواق ما ملت ليالينا
وزاد الجرح والأيام تبكينا
وقد كنا مع العشاق ننتحب
إذا في الشعر ما تروى مآسينا
و في القصص و في الحكي نطالعها
فكنا نبكي إذ تشدى أغانينا
أيا ذا الحب مال القلب يعشقك؟
و مال الشوق بالأشجان يأتينا؟
فكم كنا بنار العشق ننتحب
و كم ذقنا من الصد و قاسينا
فلا عدل مع الظلم سينتصر
ما دام الحب لنا خصم و قاضينا
فإن السهد بالقلب يحاصرنا
وكم من ظلمه عشنا و عانينا
فليث الوصل منه يرتجى أمل
وليت الدمع بالأحزان ينسينا
فكم دمعا بكته العين من ألم
فحز الدمع عين الصب سكينا
أذاك من به نرجوا مرافقة ؟
و كان يمشي في العشاق تأبينا
فهل صرنا نحب من يعذبنا؟
توسلنا عقاب الدنيا يأتينا
فرب قد غدونا نحن لعبته
و قال الحب: تعالوا لي مجانينا
أليس الوجد كالسقم يداهمنا؟
فيجعلنا نقاسي الضعف راضينا؟
و يجعلنا نهيم الأرض نضربها
نناجي من عشقناه يراضينا
أليس الحب كالمحراث يحفرنا
فيجرحنا و يقتلنا و يدمينا؟
و نفس الشوق من بالعته يغمرنا
فيجعلنا شرادى العقل سالينا؟
من الحب أخذت الحذرمبتعدا
فلا منه رضيت البطش أو لينا
فلي عذري مادمت قد خبرت جوى
به نار كما لو كان ثنينا
تحيل من تصيب باللظى جمرا
و تجعل من عظام الهام مساكينا
عبدالقادر الخصاصي
ستراسبورغ في 01 ماي 2010